فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{هُمۡ وَأَزۡوَٰجُهُمۡ فِي ظِلَٰلٍ عَلَى ٱلۡأَرَآئِكِ مُتَّكِـُٔونَ} (56)

{ هُمْ وأزواجهم في ظلال عَلَى الأرائك مُتَّكِئُونَ } هذه الجملة مستأنفة مسوقة لبيان كيفية شغلهم وتفكههم ، وتكميلها بما يزيدهم سروراً ، وبهجة من كون أزواجهم معهم على هذه الصفة من الاتكاء على الأرائك ، فالضمير وهو : { هم } مبتدأ ، { وأزواجهم } معطوف عليه ، والخبر { متكئون } ، ويجوز أن يكون هم تأكيداً للضمير في { فاكهون } ، وأزواجهم معطوف على ذلك الضمير ، وارتفاع متكئون على أنه خبر لمبتدأ محذوف ، و{ في ظلال } متعلق به أو حال ، وكذا على الأرائك ، وجوّز أبو البقاء : أن يكون { فِى ظلال } هو الخبر ، و{ على الأرائك } مستأنف . قرأ الجمهور : { في ظلال } بكسر الظاء وبالألف ، وهو جمع ظلّ . وقرأ ابن مسعود ، وعبيد بن عمير ، والأعمش ، ويحيى بن وثاب ، وحمزة ، والكسائي ، وخلف " في ظلل " بضم الظاء من غير ألف جمع ظلة ، وعلى القراءتين ، فالمراد : الفرش ، والستور التي تظللهم كالخيام ، والحجال ، والأرائك جمع أريكة ، كسفائن جمع سفينة ، والمراد بها : السرر التي في الحجال .

قال أحمد بن يحيى ثعلب : الأريكة لا يكون إلا سريراً في قبة . وقال مقاتل : إن المراد بالظلال أكنان القصور .

/خ70