ولما كانت النفس لا يتم سرورها إلا بالقرين الملائم قال : { هم } أي بظواهرهم وبواطنهم { وأزواجهم } أي أشكالهم الذين هم في غاية الملاءمة كما كانوا يتركونهم في المضاجع على ألذ ما يكون ، ويصفون أقدامهم في خدمتنا وهم يبكون { في ظلال } أي يجدون فيها برد الأكباد وغاية المراد ، كما كانوا يشوون أكبادهم في دار العمل بحر الصيام ، وتجرع مرارات الأوام ، والصبر في مرضاتنا على الآلام ، ويقرون أيديهم وقلوبهم عن الأموال ، ببذل الصدقات في سبلنا على مر الأيام وكر الليال ، وقراءة حمزة والكسائي بضم الظاء وحذف الألف على أنه أشد امتداداً ، ويدل اتفاقهما في الجمع على أن الظل فيها مختلف باختلاف الأعمال .
ولما كان التمتع لا يكمل إلا مع العلو الممكن من زيادة العلم الموجب لارتياح النفس وبهجة العين بانفساح البصر عند مد النظر ، قال : { على الأرائك } أي السرر المزينة العالية التي هي داخل الحجل ، قال البغوي : قال ثعلب : لا يكون أريكة حتى يكون عليها حجلة ، وقال ابن جرير : الأرائك : الحجال فيها السرر ، وروى أبو عبيد في كتاب الفضائل عن الحسن قال : كنا لا ندري ما الأرائك حتى لقينا رجلاً من أهل اليمن فأخبرنا أن الأريكة عندهم الحجلة فيها السرير . وهذا جزاء لما كانوا يلزمون المساجد ويغضون الأبصار ويضعون نفوسهم لأجلنا { متكئون * } كما كانوا يدأبون في الأعمال قائمين بين أيدينا في أغلب الأحوال ، والاتكاء : الميل على شق مع الاعتماد على ما يريح الاعتماد عليه ، أو الجلوس مع التكمن على هيئة المتربع ، وقراءته بضم الكاف وحذف الهمزة أدل على التربع وما قاربه ، وقراءة كسر الكاف وضم الهمزة أدل على القرب من التمدد لما فيها من الكسرة ، فإنه يقال كما نقله أبو عبد الله القزاز : اتكأت الرجل اتكاء - إذا وسدته أي جعلت له وسادة ، أي محذة يستريح عليها .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.