والقائلون : { إِنَّكُمْ كُنتُمْ تَأْتُونَنَا } إما أنْ يكونَ الإنْسُ يقولونها للشياطينِ ؛ وهذا قول مجاهد وابن زيد ، وإما أنْ يكونَ ضَعَفَةُ الإنْسِ يقولُونَهَا لِلكبراءِ والقادةِ ، واضطَرَبَ المُتَأَوِّلُونَ في معنى قولهم : { عَنِ اليمين } ؛ فعبَّر ابنُ زيد وغيرُه عنه بطريقِ الجَنَّةِ ، ونحو هذا من العباراتِ التي هي تفسيرٌ بالمعنى ، ولا يختصُّ بنَفْسِ اللَّفْظَةِ ، والذي يخصُّها مَعَانٍ : منها أن يريدَ باليمين : القوةَ . أي : تحملونَنَا على طريقِ الضَّلاَلَةِ بقوةٍ ، ومنها أن يريدَ باليمينِ اليُمْنَ ، أي : تأتوننا من جِهَة النصائِح والعملِ الذي يُتَيَمَّنُ به ، ومن المعاني التي تحتملها الآيةُ ؛ أن يريدوا أنكم كُنتم تجيئُونَنَا من جهة الشَّهَوَاتِ ، وأكثرُ ما يَتَمكَّنُ هذا التأويلُ مع إغواء الشياطين ، وقيلَ : المعنى تَحْلِفونَ لنا ، فاليمينُ على هذا : القَسَمُ . وقد ذَهَبَ بعضُ العلماءِ في ذكرِ إبليسَ جهاتِ بني آدم في قوله : { مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أيمانهم وَعَن شَمَائِلِهِمْ } [ الأعراف : 17 ] إلى ما ذكرناه من جهةِ الشهوات .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.