الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ رَبَّنَآ أَرِنَا ٱلَّذَيۡنِ أَضَلَّانَا مِنَ ٱلۡجِنِّ وَٱلۡإِنسِ نَجۡعَلۡهُمَا تَحۡتَ أَقۡدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ ٱلۡأَسۡفَلِينَ} (29)

فحينئذٍ يقولُونَ : { رَبَّنَا أَرِنَا الذين أَضَلاَّنَا } وظاهر اللفظ يقتضِي أَنَّ الذي في قولهم : { اللذين } إنما هو لِلْجِنْسِ ، أي : أَرنا كلَّ مُغْوٍ { من الجنِّ والإنْسِ } ، وهذا قول جماعة من المفسرين .

وقيل : طلبوا ولد آدم الذي سَنَّ القَتْلَ والمعصية من البَشَرِ ، وإبليسَ الأبالسة من الجِنِّ ، وهذا قولٌ لا يخفى ضعفه ، والأَوَّلُ هو القويُّ ، وقولهم : { نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا } يريدون في أسفل طبقة في النار ؛ وهي أشدُّ عذاباً .