ثم وصف تعالى حالهم في الدنيا وما أصابهم به حِينَ أعرضوا ، فَحْتَّمَ عليهم ، فقال : { وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاءَ } ، أي : يَسَّرْنَا لَهُمْ قُرَنَاءَ سَوْءٍ من الشياطين وغُوَاةِ الإنْسِ .
وقوله : { فَزَيَّنُواْ لَهُم مَّا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ } أي : عَلَّمُوهم ، وقَرَّروا لهم في نفوسهم معتقداتِ سوءٍ في الأمور التي تقدَّمتهم من أمر الرسُلِ والنُبُوَّءاتِ ، ومَدْحِ عبادةِ الأصنامِ ، واتباع فعل الآباء ، إلى غير ذلك مِمَّا يُقَالُ : إنَّه بين أيدِيهِمْ ، وذلك كلُّ ما تقدَّمهم في الزَّمَنِ ، واتصل إليهم أثره أو خَبَرُهُ ، وكذلك أعطُوهُمْ معتقداتِ سوءٍ فيما خَلْفهم ، وهو كلُّ ما يأتي بَعْدَهُمْ من القيامة والبعث ونَحْوِ ذلك { وَحَقَّ عَلَيْهِمُ القول } أي : سبق عليهم القضاءُ الحَتْمُ ، وأَمَرَ اللَّهُ بتَعْذِيبِهِمْ في جملةِ أُمَمٍ مُعَذِّبِينَ ، كُفَّارٍ من الجنِّ والإنس ، وقالت فرقة : ( في ) بمعنى مع ، أي : مع أمم . قال ( ع ) : والمعنى يتأدى بالحرفين ، ولا نحتاج أنْ نجعل حرفاً بمعنى حَرْفٍ ، إذ قد أبى ذلك رؤساءُ البَصْرِيِّينَ .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.