الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{إِنَّآ أَنزَلۡنَٰهُ فِي لَيۡلَةٖ مُّبَٰرَكَةٍۚ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ} (3)

وقوله : { إِنَّا أنزلناه } يحتمل أنْ يقَعَ القَسَمُ عليه ، ويحتملُ أَنْ يكون وصفاً للكتاب ، ويكون الذي وقع القَسَمُ عليه { إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ } ، واخْتُلِفَ في تعيين الليلة المباركة ، فقال قتادَةُ ، والحسن ، وابن زيد : هي ليلة القَدْرِ ، ومعنى هذا النزول أَنَّ ابتداء نزوله كان في ليلة القَدْرِ ؛ وهذا قول الجمهور ، وقال عِكْرَمَةَ : الليلة المباركة هي ليلة النصف من شعبان ، قال القُرْطُبِيُّ : والصحيح أَنَّ الليلةَ التي يُفْرَقُ فِيهَا كُلَّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ، ليلةُ القَدْرِ مِنْ شَهْر رمضانَ ، وهي الليلة المباركة ، انتهى من «التذكرة » ، ونحوُهُ لابن العربيِّ .