الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{تَرَىٰ كَثِيرٗا مِّنۡهُمۡ يَتَوَلَّوۡنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْۚ لَبِئۡسَ مَا قَدَّمَتۡ لَهُمۡ أَنفُسُهُمۡ أَن سَخِطَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِمۡ وَفِي ٱلۡعَذَابِ هُمۡ خَٰلِدُونَ} (80)

قوله تعالى لنبيِّه محمَّد عليه السلام : { ترى كَثِيراً }[ المائدة :80 ] يحتمل أن تكون رؤيةَ عَيْن ، فلا يريد إلاَّ معاصريه ، ويحتمل أنْ تكونَ رُؤْيَة قَلْب ، وعلى هذا ، فيحتمل أن يريد المعاصِرَين له ، ويحتمل أن يُرِيدَ أسلافَهُم ، و{ الذين كَفَرُواْ } : عبدة الأوْثَان .

وقوله سبحانه : { لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ . . . } [ المائدة80 ] .

أي : قدَّمته للآخرة ، واجترحته ، ثم فسَّر ذلك قولُه تعالى : { أَن سَخِطَ الله عَلَيْهِمْ } ، ف { أَن سَخِطَ } : في موضع رَفْعٍ بدَلٍ من { مَا } ، ويتحمل أن يكون التقدير : هو أنْ سَخِطَ اللَّه عليهم .