الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{نَحۡنُ قَدَّرۡنَا بَيۡنَكُمُ ٱلۡمَوۡتَ وَمَا نَحۡنُ بِمَسۡبُوقِينَ} (60)

وقرأ الجمهور : ( قَدَّرْنَا ) وقرأ ابن كثير وحده : ( قَدَرْنَا ) بتخفيف الدال ، فيحتمل أَنْ يكونَ المعنى فيهما : قضينا وأثبتنا ، ويحتمل أَنْ يكون بمعنى : سَوَّيْنَا ، قال الثعلبيُّ عنِ الضحاك : أي : سَوَّيْنَا بين أهل السماء وأهل الأرض .

وقوله : { وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ } أي : على تبديلكم إنْ أردناه ، وأَنْ نُنْشِئَكُمْ بأوصاف لا يصلها علمُكُم ، ولا يُحيطُ بها فكركم ، قال الحسن : من كونهم قردةً وخنازيرَ ؛ لأَنَّ الآية تنحو إلى الوعيد .