البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{نَحۡنُ قَدَّرۡنَا بَيۡنَكُمُ ٱلۡمَوۡتَ وَمَا نَحۡنُ بِمَسۡبُوقِينَ} (60)

والجمهور : { قدرنا } ، بشد الدال ؛ وابن كثير : يخفها ، أي قضينا وأثبتنا ، أو رتبنا في التقدم والتأخر ، فليس موت العالم دفعة واحدة ، بل بترتيب لا يتعدى .

ويقال : سبقته على الشيء : أعجزته عنه وغلبته عليه ولم تمكنه منه ، والمعنى : { وما نحن بمسبوقين على أن نبدل أمثالكم } : أي نحن قادرون على ذلك ، لا تغلبوننا عليه ، إن أردنا ذلك .

وقال الطبري : المعنى نحن قادرون ، { قدرنا بينكم الموت } ، { على أن نبدل أمثالكم } : أي بموت طائفة ونبدلها بطائفة ، هكذا قرناً بعد قرن . انتهى .

فعلى أن نبدل متعلق بقوله : { نحن قدرنا } ، وعلى القول الأول متعلق { بمسبوقين } ، أي لا نسبق .