الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{۞فَلَآ أُقۡسِمُ بِمَوَٰقِعِ ٱلنُّجُومِ} (75)

وقوله سبحانه : { فَلاَ أُقْسِمُ بمواقع النجوم } الآية : قال بعض النحاة : ( لا ) زائدة ، والمعنى : فأقسم ، وزيادتها في بعض المواضع معروفة ، وقرأ الحسن وغيره : ( فَلأُقْسِمُ ) من غير ألف ، وقال بعضهم : ( لا ) نافية كأَنَّهُ قال : فلا صِحَّةَ لما يقوله الكفار ، ثم ابتدأ : أقسم بمواقع النجوم ، والنجوم : هنا قال ابن عباس وغيره : هي نجوم القرآن ؛ وذلك أَنَّهُ روي أَنَّ القرآن نزل في ليلة القدر إلى سماء الدنيا ، وقيل : إلى البيت المعمور جملة واحدة ، ثم نزل بعد ذلك على النبي صلى الله عليه وسلم نُجُوماً مُقَطَّعَةً مدة من عشرين سنةً ، قال ( ع ) : ويؤيده عودُ الضمير على القرآن في قوله : { إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ } وقال كثير من المفسرين : بلِ النجوم هنا هي الكواكب المعروفة ، ثم اختلف هؤلاء في مواقعها ، فقيل : غروبها وطلوعها ، وقيل : مواقعها عند انقضاضها إثْرَ العفاريت .