السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{نَحۡنُ قَدَّرۡنَا بَيۡنَكُمُ ٱلۡمَوۡتَ وَمَا نَحۡنُ بِمَسۡبُوقِينَ} (60)

ولما كان الجواب قطعاً أنت الخالق وحدك أكد ذلك بقوله تعالى : { نحن } أي : بمالنا من العظمة لا غيرنا { قدرنا } أي : تقديراً عظيماً لا يقدر سوانا على نقص شيء منه ، { بينكم الموت } أي قسمنا عليكم فلم نترك أحداً منكم بغير حصة منه ، وأقتنا موت كل بوقت معين لا يتعداه ، فقصرنا عمر هذا وربما كان في الأوج من قوّة البدن وصحة المزاج فلو اجتمع الخلق لهم على إطالة عمره ما قدروا أن يؤخروه لحظة ، وأطلنا عمر هذا وربما كان في الحضيض من ضعف البدن واضطراب المزاج فلو تمالؤا على تقصيره طرفة عين لعجزوا .

وقرأ ابن كثير بتخفيف الدال والباقون بالتشديد { وما نحن } أي : على ما لنا من العظمة { بمسبوقين } أي : بالموت أي : لا عاجزين ولا مغلوبين .