تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{نَحۡنُ قَدَّرۡنَا بَيۡنَكُمُ ٱلۡمَوۡتَ وَمَا نَحۡنُ بِمَسۡبُوقِينَ} (60)

الآية 60 وقوله تعالى : { نحن قدّرنا بينكم الموت } يحتمل وجوها :

أحدهما : أنه لما كان هو الذي خلقكم وما ذكر ، ثم قدر بينكم الموت ، وفيكم الولي له والعدو ، وقد سوى في الدنيا بين الولي والعدو ، وفي الحكمة التفريق بينهما ، دل أن هنالك دار أخرى تفرق بينهما .

والثاني : { نحن قدّرنا بينكم الموت } أي المعجل والمؤجل ، أي لم يجعل موت جميعكم في وقت واحد ، بل جعل معجّلا ومؤجلا في الأصل ، وقدر أن تكون مدة أجل هذا أكثر من مدة أجل الآخر .

[ والثالث : قيل ]{[20479]} : { نحن قدرنا بينكم الموت } أي سوّينا بينكم في الموت بين عزيزكم وذليلكم ورفيعكم ووضيعكم ، لا يسلم أحد منه .

ويحتمل وجها آخر ، هو أولى ، وهو أنه لما قدر بينكم الموت ، وكل واحد يكره الموت ، ثم لم تملكوا دفع الموت عن أنفسكم ، دل أن ههنا قاهرا قادرا يجب القول بوجوده والانقياد لأوامره ونواهيه .


[20479]:في الأصل و م: وقيل.