الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ} (1)

مقدمة السورة:

مدنية وآياتها 29 ، روي عن ابن عباس أن اسم الله الأعظم هو في ست آيات من أول سورة الحديد ، وروي أن الدعاء بعد قراءتها مستجاب .

قوله عز وجل : { سَبَّحَ للَّهِ مَا في السماوات والأرض وَهُوَ العزيز الحكيم } : قال أكثر المفسرين : ( التسبيح ) هنا هو التنزيه المعروف في قولهم : سبحان اللَّهِ ، وهذا عندهم إخبار بصيغة الماضي مضمنه الدوامُ والاستمرارُ ، ثم اختلفوا : هل هذا التسبيح حقيقةٌ أو مجاز على معنى أَنَّ أثر الصنعة فيها تُنَبِّهُ الرائي على التسبيح ؟ قال الزَّجَّاجُ وغيره : والقول بالحقيقة أحسن ، وهذا كله في الجمادات ، وأَمَّا ما يمكن التسبيح منه فقول واحد : إن تسبيحهم حقيقة .

وقوله تعالى : { هُوَ الأول } أي : الذي ليس لوجوده بداية مُفْتَتَحَةٌ ، و{ الآخر } : الدائم الذي ليس له نهاية منقضية .