الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{فَرَوۡحٞ وَرَيۡحَانٞ وَجَنَّتُ نَعِيمٖ} (89)

والريحان : الطيب ، وهو دليل النعيم ، وقال مجاهد : الريحان : الرزق ، وقال الضَّحَّاكُ : الريحان الاستراحة ، قال ( ع ) : ( الريحان ) ما تنبسط إليه النفوس ، ونقل الثعلبيُّ عن أبي العالية قال : لا يفارق أحد من المقربين الدنيا حتى يُؤْتَى بغصنٍ من ريحان الجنة فَيَشُمُّهُ ، ثم يُقْبَضُ روحه فيه ، ونحوه عن الحسن ، انتهى .

فإنْ أردت يا أخي اللحوق بالمقربين ؛ والكون في زمرة السابقين ، فاطرح عنك دنياك ؛ وأقبلْ على ذكر مولاك ، واجعل الآن الموت نصب عينيك ، قال الغزاليُّ : وإنَّما علامةُ التوفيق أَنْ يكون الموت نصبَ عينيك ، لا تغفل عنه ساعة ، فليكنِ الموتُ على بالك يا مسكين ؛ فإنَّ السير حاثٌّ بك ، وأنت غافل عن نفسك ، ولعلك قد قاربت المنزلَ ، وقطعت المسافة فلا يكن اهتمامُك إلاَّ بمبادرة العمل ، اغتناماً لكل نَفَسٍ أمهلتَ فيه ، انتهى من «الإحياء » ، قال ابن المبارك في «رقائقه » : أخبرنا سفيان ، عن ليث ، عن مجاهد قال : ما مِنْ مَيِّتٍ يموت ، إلاَّ عرض عليه أهل مجلسه : إنْ كان من أهل الذِّكْرِ فمن أهل الذكر ، وإِنْ كان من أهل اللهو فمن أهل اللهو ، انتهى .