الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَتَجۡعَلُونَ رِزۡقَكُمۡ أَنَّكُمۡ تُكَذِّبُونَ} (82)

وقوله سبحانه : { وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ } : أجمع المفسرون على أَنَّ الآيةَ توبيخ للقائلين في المطر الذي ينزله اللَّه تعالى رزقاً للعباد : هذا بِنَوْءِ كذا ، والمعنى : وتجعلون شُكْرَ رزقكم ، وحكى الهيثم بن عدي أَنَّ من لغة أزد شنوءة : ما رزق فلان بمعنى ما شكر ، وكان عليٌّ يقرأ : «وَتَجْعَلُونَ شُكْرَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ » وكذلك قرأ ابن عباس ، ورويت عن النبي صلى الله عليه وسلم وقد أخبر اللَّه سبحانه فقال : { وَنَزَّلْنَا مِنَ السماء مَاءً مباركا فَأَنبَتْنَا بِهِ جنات وَحَبَّ الحصيد * والنخل باسقات لَّهَا طَلْعٌ نَّضِيدٌ * رِّزْقاً لِّلْعِبَادِ } [ ق : 9 ، 10 ، 11 ] فهذا معنى قوله : { أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ } أي : بهذا الخبر ، قال ( ع ) : والمنهيُّ عنه هو أَنْ يعتقد أَنَّ للنجوم تأثيراً في المطر .