وأخبره بأنَّ له الأَجْرَ ، وأنَّه على الخُلُقِ العظيمِ تَشْريفاً له ، وَمَدْحاً واخْتُلِفَ في معنى { مَمْنُونٍ } فَقَال أكْثَرُ المفسرينَ : هو الوَاهِنُ المنْقَطِعُ ، يقال : حَبْل مَنِينُ أي : ضعيفٌ ، وقال آخرون : معناه : غير مَمْنُونٍ عَلَيْكَ ، أي : لا يُكَدِّرُه مَنٌّ بِه ، وفي الصحيحِ : سُئِلَتْ عائشةُ رضي اللَّه عنها عن خلقِ رسولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم فقَالَتْ : «كَانَ خُلقُهُ القُرْآنَ » ، وقال الجُنَيْدُ : سمّي خلقُه عَظِيماً ؛ إذ لَمْ تَكُنْ له همةٌ سِوَى اللَّهِ تعالى ؛ عَاشَرَ الخَلْقَ بخُلُقِه ، وزَايَلَهُمْ بِقَلْبهِ فكانَ ظاهرُه مَعَ الخلقِ ، وباطِنهُ مع الحق ، وفي وَصِيَّةِ بعض الحكماء : عليكَ بالخُلُقِ مَعَ الخَلْقِ ، وبالصِّدقِ مَعَ الحقِّ ، وحسْنُ الخلقِ خيرٌ كلّه ، وقال عليه السلام : " إنَّ المؤْمِنَ لَيُدْرِكُ بِحُسْنِ خُلُقِهِ دَرَجَةَ قَائِمِ اللَّيْلِ ، صَائِمِ النَّهَارِ " وَجَاءَ في حُسْنِ الخُلُقِ آثارٌ كثيرةٌ مَنَعَنَا مِنْ جَلْبِها خَشْيَةُ الإطَالةِ ، وقد رَوَى الترمذيُّ عَنْ أبي هريرةَ قال : " سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَا يُدْخِلُ النَّاسَ الجَنَّةَ ؟ فقَال : تَقْوَى اللَّهِ وحُسْنُ الخُلُقِ ، وسُئِلَ عَنْ أَكْثَرِ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ النَّارَ ؟ فَقَالَ : الفَمُ وَالْفَرْجُ " ، قَالَ أبو عيسى : هذَا حديثٌ صحيحٌ غَرِيبٌ ، انتهى . ورَوى الترمذيُّ عَنْ أبي الدرداءِ أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : " مَا مِنْ شَيْءٍ أَثْقَلَ في مِيزَانِ المُؤْمِنِ يَوْمَ القِيَامَةِ من خُلُقٍ حَسَنٍ ، وإنَّ اللَّهَ لَيَبْغَضُ الفَاحِشَ البَذِيء " ، قال أبو عيسى : هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ ، انتهى .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.