لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{وَإِنَّ لَكَ لَأَجۡرًا غَيۡرَ مَمۡنُونٖ} (3)

{ وإن لك لأجراً غير ممنون } أي غير منقوص ولا مقطوع ومنه قول لبيد :

عبس كواسب ما يمن طعامها *** . . . .

أي ما يقطع ، يصف بذلك كلاباً ضارية ، وقيل في معنى الآية : إنه غير مكدر عليك بسبب المنة ، والقول هو الأول ، ومعناه إن لك على احتمالك الطعن ، وصبرك على هذا القول القبيح وافترائهم عليك ، أجراً عظيماً دائماً لا ينقطع ، وقيل إن لك على إظهار النبوة وتبليغ الرسالة ودعاء الخلق إلى الله تعالى ، والصبر على ذلك وبيان الشرائع لهم أجراً عظيما ، ً فلا تمنعك نسبتهم إياك إلى الجنون عن الاشتغال بهذا الأمر العظيم الذي قد حملته .