وقوله سبحانه : { إِنَّا بلوناهم } يريد : قريشاً ، أي : امْتَحَنَّاهُم ، و{ أصحاب الجنة } فيما ذُكِرَ كانوا إخوةً ، وكانَ لأَبِيهم جَنَّةٌ وحَرْثٌ يَغْتَلُّه ، فَكَان يُمْسِكُ منه قُوتَه ، وَيَتَصَدَّقُ على المساكين بِبَاقِيهِ ، وقيل : بلْ كَانَ يَحْمِلُ المساكِينَ مَعَه في وَقْتِ حَصَادِهِ وجَذِّه فَيُجْدِيهم منه ، فماتَ الشيخُ ، فقال ولدُه : نَحْنُ جَماعَةٌ وفِعْلُ أبينَا كَانَ خطأً فَلْنَذْهَبْ إلى جنَّتِنَا ، ولا يَدْخُلَنَّها عَلَيْنَا مِسْكِينٌ ، ولا نُعْطِي منها شيئاً ، قَال : فَبَيَّتُوا أمْرَهُمْ وَعَزْمَهُمْ ، فَبَعَثَ اللَّهُ عَلَيْهَا طائفاً من نارِ أو غيرِ ذلكَ ، فاحْتَرَقَتْ ، فقيلَ : فأصْبَحَتْ سَودَاء ، وقيل : بَيْضَاء كالزَّرْعِ اليَابِسِ المَحْصُودِ ، فلما أصْبَحوا إلى جنتهم ؛ لم يَرَوْهَا فَحسبوا أنهم قَد أَخْطُأوا الطريقَ ، ثم تَبَيَّنُوها فعلموا أنَّ اللَّهَ أَصَابَهُم فِيها ، فتَابوا حينئذٍ فَكَانُوا مُؤمنِينَ أهْلَ كِتَابٍ ، فَشَبَّه اللَّهُ قُرَيْشاً بهم في أنّه امتحنهم بالمصَائِبِ ، في دُنْيَاهُمْ لِعَدَمِ اتّبَاعِهِمْ للنبي صلى الله عليه وسلم ، ثُمَّ التوبةُ مُعَرَّضَةٌ لِمَنْ بَقِيَ منهم .
وقوله تعالى : { لَيَصْرِمُنَّهَا } أي : ليَجُذُّنَّهَا ، و{ مُصْبِحِينَ } معناه : دَاخِلينَ في الصباح .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.