الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{عُتُلِّۭ بَعۡدَ ذَٰلِكَ زَنِيمٍ} (13)

و( العُتُلُّ ) : القويُّ البنيةِ ، الغَليظُ الأَعْضَاءِ ، القَاسِي القَلْبِ ، البَعيدُ الفَهْمِ ، الأَكُولُ الشَّرُوبُ ، الذي هو بالليلِ جِيفَةٌ وَبِالنَّهارِ حِمَارُ ، وكلُّ ما عبر به المفسرونَ عَنه مِنْ خِلاَلِ النقصِ ، فَعَنْ هذه الَّتِي ذَكَرْتُ تَصْدُرُ . وقد ذكر النقاشُ أنّ النبي صلى الله عليه وسلم فَسَّر العتلَّ بِنَحْوِ هذا ، وهذهِ الصفاتُ كثيرةُ التَّلازُمِ ، و{ زَنِيمُ } في كلام العرب : المُلْصَقُ في القومِ ولَيْسَ منهم ؛ ومنه قول حَسَّان :

وَأَنْتَ زَنِيمٌ نِيطَ في آلِ هَاشِمٍ *** كَمَا نِيطَ خَلْفَ الرَّاكِبِ القَدَحُ الفَرْدُ

فَقَالَ كثيرٌ من المفسرينَ : هو الأخْنَسُ بن شريقٍ ، وقال ابن عباس : أرادَ بالزنيم ؛ أنَّ له زَنَمَةً في عُنُقِهِ ، وكان الأَخنسُ بهذه الصفةِ ، وقيل : الزَّنِيمُ : المُرِيبُ القبيحُ الأَفْعَالِ .