الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{قُتِلَ ٱلۡإِنسَٰنُ مَآ أَكۡفَرَهُۥ} (17)

وقوله تعالى : { قُتِلَ الإنسان مَا أَكْفَرَهُ } : دعاء على اسْمِ الجنسِ ، وهو عُمُومٌ يرادُ به الإنسانُ الكافِرُ ، ومعنى { قُتِلَ } : أي : هو أهلٌ أنْ يُدْعَى عليْه بهذا ، وقال مجاهد : { قَتِلَ } معناه : لُعِنَ وَهَذَا تَحَكُّمٌ ( ت ) : ليسَ بتحكمٍ وقد تقدم نحوُه عن غيرِ واحدٍ .

وقوله تعالى : { مَا أَكْفَرَهُ } يحتملُ معنى التعجبِ ، ويحتملُ الاستفهامَ توبيخاً ، وقيلَ : " الآيةُ نَزَلَتْ في عُتْبَةَ بنِ أبي لهبٍ ، وذلك أنَّه غَاضَبَ أبَاه فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأسْلَم ثم إن أباه اسْتَصْلَحَه وأعطَاه مالاً وجهَّزَه إلى الشامِ ، فبعث عتبةُ إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال : إنِّي كافرٌ بربِّ النَّجْمِ إذَا هوى فدعَا عليه النبي صلى الله عليه وسلم وقال : «اللهمَّ ابْعَثْ عَلَيْهِ كَلْبَكَ حَتَّى يَأْكُلَهُ » " ، ثم إن عُتْبَةَ خَرَجَ في سُفْرَة فجاءَ الأسَدُ فأكلَه من بينْ الرُّفْقَةِ .