فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{قَالَ لَا تُؤَاخِذۡنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرۡهِقۡنِي مِنۡ أَمۡرِي عُسۡرٗا} (73)

{ بِمَا نَسِيتُ } بالذي نسيته ، أو بشيء نسيته ، أو بنسياني : أراد أنه نسي وصيته و لا مؤاخذة على الناسي . أو أخرج الكلام في معرض النهي عن المؤاخذة بالنسيان يوهمه أنه قد نسي ليبسط عذره في الإنكار وهو من معاريض الكلام التي يتقي بها الكذب ، مع التوصل إلى الغرض ، كقول إبراهيم : هذه أختي ، وإني سقيم . أو أراد بالنسيان : الترك ، أي : لا تؤاخذني بما تركت من وصيتك أول مرّة . يقال : رهقه إذا غشيه ، وأرهقه إياه . أي : ولا تغشني { عُسْراً } من أمري ، وهو اتباعه إياه ، يعني : ولا تعسر عليَّ متابعتك ، ويسرها عليّ بالإغضاء وترك المناقشة . وقرىء : «عُسُراً » ، بضمتين .