إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{قَالَ لَا تُؤَاخِذۡنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرۡهِقۡنِي مِنۡ أَمۡرِي عُسۡرٗا} (73)

{ قَالَ لاَ تؤاخذني بِمَا نَسِيتُ } بنسياني أو بالذي نسِيتُه أي بشيء نسيتُه وهو وصيتُه بأن لا يسألَه عن حكمة ما صدر عنه من الأفعال الخفيةِ الأسبابِ قبلَ بيانه ، أراد أنه نسِيَ وصيته ولا مؤاخذةَ على الناسي كما ورد في صحيح البخاريّ من أن الأولَ كان من موسى نسياناً ، أو أَخْرج الكلامَ في معرِض النهي عن المؤاخذة بالنسيان يوهمه أنه قد نسِيَ ليبسُطَ عذرَه في الإنكار ، وهو من معاريض الكلام التي يتقى بها الكذبُ مع التوصل إلى الغرض ، أو أراد بالنسيان التركَ أي لا تؤاخذني بما تركت من وصيتك أول مرة { وَلاَ ترهقني } أي لا تُغشِّني ولا تحمّلني { مِنْ أمري } وهو إتباعه إياه { عُسْراً } أي لا تعسِّرْ عليّ متابعتك ويسِّرها عليّ بالإغضاء وتركِ المناقشة ، وقرئ عُسُراً بضمتين .