فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{قَالَ لَا تُؤَاخِذۡنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرۡهِقۡنِي مِنۡ أَمۡرِي عُسۡرٗا} (73)

{ قال } موسى { لا تؤاخذني بما نسيت } ما مصدرية ، أي لا تؤاخذني بنسياني أو موصولة أي لا تؤاخذني بالذي نسيته ، وهو قول الخضر فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا ، فالنسيان إما على حقيقته على تقدير أن موسى نسي ذلك ، أو بمعنى الترك على تقدير أنه لم ينس ما قاله له ولكنه ترك العمل به .

عن أبي بن كعب قال : لم ينسى ولكنها من معارض الكلام ، أي أورده في سورة دلت على النسيان ولم يقصد نسيان الوصية بل نسيان شيء آخر حتى لا يلزم الكذب قاله الكازروني ، قيل : كانت الأولى من موسى نسيا والثانية شرطا والثالثة عمدا { ولا ترهقني } أي لا تكلفني { من أمري عسرا } مشقة في صحبتي . قال أب زيد : أرهقته عسرا إذا كلفته ذلك ، والمعنى عاملني باليسر والعفو لا بالعسر ، وقرئ عسرا بضمتين .

70