الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{قَالَ لَا تُؤَاخِذۡنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرۡهِقۡنِي مِنۡ أَمۡرِي عُسۡرٗا} (73)

قَالَ لاَ تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلاَ تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْراً } [ الكهف : 72 و73 ] قال أَبَيُّ بْنُ كعب ، قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم : ( فكانَتِ الأُولى مِنْ مُوسَى نِسْيَاناً ) قال : وَجَاءَ عُصْفُورٌ ، فَوَقَعَ على حَرْفِ السَّفِينَةِ ، فَنَقَرَ في البَحْرِ نُقْرَةً ، فَقَالَ لَهُ الخَضِرُ : ما عِلْمِي وعلْمُكَ مِنْ عِلْم اللَّهِ إِلاَّ مِثْلُ مَا نَقَصَ هَذَا العُصْفُورُ مِنْ هَذَا البَحْرِ ) ، وفي رواية : ( واللَّهِ ، مَا عِلْمِي وعِلْمُكَ في جَنْبِ عِلْمِ اللَّهِ إِلاَّ كما أَخَذَ هَذَا الطَّائِرُ بِمنْقَارِهِ من البَحْر ) ، وفي رواية : ( مَا عِلْمي وعِلْمُكَ وعِلْمُ الخَلاَئِقِ في عِلْمِ اللَّهِ إِلاَّ مِقْدَارُ مَا غَمَسَ هذا العُصْفُورُ منقاره ) .

قال ( ع ) : وهذا التشبيهُ فيه تجوُّز إِذ لا يوجد في المحْسُوسَات أقوى في القِلَّة من نقطة بالإِضافة إلى البحر ، فكأنها لا شَيْءَ ، ولم يتعرَّض الخَضِرُ لتحرير موازَنَةٍ بين المِثَال وبَيْنَ عِلْم اللَّه تعالى ، إِذ علمه سبحانه غير متناهٍ ، ونُقَطُ البحر متناهيةٌ ،