فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{قَالَ لَا تُؤَاخِذۡنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرۡهِقۡنِي مِنۡ أَمۡرِي عُسۡرٗا} (73)

ف{ قَالَ } له موسى { لاَ تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ } يحتمل أن تكون «ما » مصدرية ، أي : لا تؤاخذني بنسياني أو موصولة ، أي : لا تؤاخذني بالذي نسيته ، وهو قول الخضر { فَلاَ تَسْأَلْني عَن شَيء حتى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْراً } فالنسيان إما على حقيقته على تقدير أن موسى نسي ذلك ، أو بمعنى : الترك على تقدير أنه لم ينس ما قاله له ، ولكنه ترك العمل به { وَلاَ تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْراً } قال أبو زيد : أرهقته عسراً إذا كلفته ذلك ، والمعنى : عاملني باليسر لا بالعسر . وقرئ «عسراً » بضمتين .

/خ82