فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{وَكَانَ يَأۡمُرُ أَهۡلَهُۥ بِٱلصَّلَوٰةِ وَٱلزَّكَوٰةِ وَكَانَ عِندَ رَبِّهِۦ مَرۡضِيّٗا} (55)

{ وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا { 54 ) وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا { 55 ) }

واتل على الناس مما أوحى إليك من القرآن نبأ إسماعيل بن إبراهيم{[1958]} عليهما السلام وهو والد عرب الحجاز كلهم . . قال ابن جرير : لم يعد ربه عدة إلا أنجزها ، يعني ما التزم عبادة قط . . إلا قام بها ، ووفاها حقها . . فصدق الوعد من الصفات الحميدة ، كما أن خلفه من الصفات الذميمة {[1958]} ، قال الله تعالى : { يأيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون ){[1960]} ؛ وفي الصحيحين أن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم قال : " آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا أؤتمن خان " ؛ وفي الصحيح يثني صلوات الله عليه على أبي العاص بن الربيع زوج ابنته زينب ، فيقول : " حدثني فصدقني ووعدني فوفى لي " ؛ { إنه كان رسولا نبيا } في هذا دلالة على شرف إسماعيل على أخيه إسحق لأنه إنما وصف بالنبوة فقط ، وإسماعيل وصف بالنبوة والرسالة ، وقد ثبت في صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن الله اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل " وذكر تمام الحديث . . . كان صابرا على طاعة ربه عز وجل ، آمرا بها لأهله{[1961]} ، كما قال تعالى لرسوله : { وامر أهلك بالصلاة واصطبر عليها . . ){[1962]}{[1963]} ؛ مما أورد المفسرون : كل الأنبياء إذا وعدوا صدقوا ، وخص إسماعيل بالذكر تشريفا له ، والله أعلم .


[1958]:ما بين العارضتين من تفسير القرآن العظيم.
[1960]:سورة الصف. الآية 2.
[1961]:أخرج أبو داود وابن ماجة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "رحم الله رجلا قام من الليل فصلى وأيقظ امرأته فإن أبت نضح في وجهها الماء رحم الله امرأة قامت من الليل وأيقظت زوجها فإن أبى نضحت في وجهه الماء".
[1962]:سورة طه. من الآية 132.
[1963]:ما بين العارضتين من تفسير القرآن العظيم.