فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{وَزَكَرِيَّآ إِذۡ نَادَىٰ رَبَّهُۥ رَبِّ لَا تَذَرۡنِي فَرۡدٗا وَأَنتَ خَيۡرُ ٱلۡوَٰرِثِينَ} (89)

{ وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ { 89 ) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ { 90 ) } .

معطوف على ذكر قبل من أنباء الأنبياء السابقين صلوات الله عليهم أجمعين ، فكأن التقدير : واذكر خبر زكريا عليه السلام حين دعا ربه قائلا : يا رب لا تتركني وحيدا دون ذرية ؛ كما جاء في آية أخرى { . . فهب لي من لدنك وليا . يرثني ويرث من آل يعقوب . . . ){[2193]} ؛ { وأنت خير الوارثين } إقرار بالحق ، وبما ينتهي إليه الأمر ، وأن المردّ إلى الحي الذي لا يموت ، ومهما تعاقبت الأخلاف بعد الأسلاف ، فإن الكل مرتحل عن هذه الدار ، ولا يبقى إلا الله الواحد القهار ؛ وإنها لمن النعم التي يتضرع بها إلى المولى العلي القدير ، أن يرزق عبده خلفا صالحا ، وبهذا امتنّ سبحانه على عباده ، { . . وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة . . ){[2194]} ، وكانت ضراعة زكريا : { . . رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء ){[2195]} .


[2193]:سورة مريم. من الآية5، ومن الآية 6.
[2194]:سورة النحل. من الآية 72.
[2195]:سورة آل عمران. من الآية 37.