اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَزَكَرِيَّآ إِذۡ نَادَىٰ رَبَّهُۥ رَبِّ لَا تَذَرۡنِي فَرۡدٗا وَأَنتَ خَيۡرُ ٱلۡوَٰرِثِينَ} (89)

قوله تعالى : { وَزَكَرِيَّآ إِذْ نادى رَبَّهُ رَبِّ لاَ تَذَرْنِي فَرْداً } الآية . اعلم أنه تعالى بين هاهنا انقطاع زكريا إلى ربه لما مسه الضر بتفرده ، وأحب من يؤنسه ويقويه على أمر دينه ودنياه ، ويقوم مقامه بعد موته ، فدعا الله تعالى دعاء مخلص عارف بقدرة ربه على ذلك ، وانتهت به الحال وبزوجه من الكبر وغيره ما يمنع من ذلك بحكم العادة{[29486]} فقال : { رَبِّ لاَ تَذَرْنِي فَرْداً } وحيداً لا ولد لي ، وارزقني وارثاً ، { وَأَنتَ خَيْرُ الوارثين } ثناء على الله بأنه الباقي بعد فناء الخلق ، وأنه أفضل من بقي حياً{[29487]} .

ويحتمل أن يكون المعنى : إن لم ترزقني من يرثني فلا أبالي فإنك خير الوارثين{[29488]} .

قال ابن عباس : كان سنه مائة سنة ، وسن زوجته تسعاً وتسعين{[29489]} ،


[29486]:انظر الفخر الرازي 22/217.
[29487]:انظر الفخر الرازي 22/217.
[29488]:انظر الفخر الرازي 22/217.
[29489]:المرجع السابق.