فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{وَٱلَّتِيٓ أَحۡصَنَتۡ فَرۡجَهَا فَنَفَخۡنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا وَجَعَلۡنَٰهَا وَٱبۡنَهَآ ءَايَةٗ لِّلۡعَٰلَمِينَ} (91)

{ وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آَيَةً لِلْعَالَمِينَ { 91 ) } .

أي واذكر يا محمد نبأ التي عفت وطهرت وحفظت أمانة الله ، وعكفت على العبادة ، وعمرت مسجد الله ، فنفخ ملك الوحي فيها{[2198]}بأمرنا فحملت بابنها المسيح عيسى عليه السلام ، وهي بتول لم تتزوج ، ولم تدنس بفحش ولا بغي ، فكانت وكان ابنها النبي الرسول آية من آيات قدرتنا ، وعلامة من علامات نفاذ أمرنا ، بسبب وبلا سبب : { إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون ){[2199]} .


[2198]:يراد من الفرج القميص وفتحته؛ أي لم يعلق بثوبها ريبة، أي أنها طاهرة الأثواب؛ قال السهيلي: فلا يذهبن وهمك إلى غير هذا.. لأن القرآن أنزه معنى وأوزن لفظا وألطف إشارة، وأملح عبارة من أن يريد ما ذهب إليه وهم الجاهلين، لاسيما والنفخ من روح القدس بأمر القدوس، فأضاف القدس إلى القدوس، ونزه المطهرة عن الظن الكاذب والحدس.
[2199]:سورة النحل. الآية 40.