{ وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ { 83 ) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآَتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ { 84 ) }
أيوب عليه السلام رسول من رسل الله إلى بني إسرائيل ابتلاه الله تعالى بشيء من الضر ، فصبر على البلاء ، ثم توجه إلى الله تعالى بالضراعة والدعاء ، وأثنى على ربنا بأنه البر الذي يجزل العطاء ويكشف الضراء ، فاستجاب الولي القريب جل ثناؤه لنبيه أيوب فأذهب عنه الضر ، وأفاض عليه الخير ، وأخلف له أعظم مما فاته ، وأعطاه ضعف ما كان فيه من قبل الضر الذي مسه ؛ عطاء من لدن الرحمن الرحيم ؛ مع ما ادخره من أجر جزيل وثواب جميل { . . إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ){[2178]} ؛ فعظم الأجر على قدر جميل الصبر ؛ { وذكرى للعابدين } وتذكيرا للعباد ، بسبيل الرشاد ، وبشرى بأن الفرج يأتي بعد الكرب ، وبعد العسر يجيء اليسر { . . سيجعل الله بعد عسر يسرا ){[2179]}
{ وأيوب إذ نادى ربه } كأن التقدير : واذكر نبأ نبينا أيوب حين دعا مولاه ؛ كما جاء في آية كريمة : { واذكر عبدنا أيوب . . ){[2180]} ؛ ولقد أورد المفسرون كلاما طويلا{[2181]} في سبب بلائه ، وبماذا ابتلي ، وكم سنة قضاها مبتلى ؛ لكن جانبا مما نقلوه لا يتناسب وعصمة الأنبياء ، وكرامتهم على الله عز ثناؤه ، بل لا يتوافق وما جاء صريحا في كتاب الله ثناء على النبي العظيم : { . . إنا وجدناه صابرا نعم العبد إنه أواب ){[2182]} ، فلا ندع هدى الذكر الحكيم إلى قول ما نزل به من سلطان وما لهم به من علم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.