فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{فَٱسۡتَجَبۡنَا لَهُۥ وَوَهَبۡنَا لَهُۥ يَحۡيَىٰ وَأَصۡلَحۡنَا لَهُۥ زَوۡجَهُۥٓۚ إِنَّهُمۡ كَانُواْ يُسَٰرِعُونَ فِي ٱلۡخَيۡرَٰتِ وَيَدۡعُونَنَا رَغَبٗا وَرَهَبٗاۖ وَكَانُواْ لَنَا خَٰشِعِينَ} (90)

{ فاستجبنا له } فأجبنا دعاء زكريا وحققنا له سؤله ؛ { ووهبنا له يحيى وأصلحنا له زوجه } رزقناه ولدا ذكرا نبيا سميناه يحيى ، وحملته ووضعته زوجة زكريا التي كانت لا تلد حتى في مقتبل حياتها ؛ وسبحان من لا يعجزه شيء ؛ { فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب أن الله يبشرك بيحيى مصدقا بكلمة من الله وسيدا وحصورا ونبيا من الصالحين . قال رب أنى يكون لي غلام وقد بلغني الكبر وامرأتي عاقر قال كذلك الله يفعل ما يشاء . قال رب اجعل لي آية قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاثة أيام إلا رمزا واذكر ربك كثيرا وسبح بالعشي والإبكار ){[2196]}ولقد كان يحيى عليه السلام سيدا رزق الحكمة منذ كان صغيرا { . . وآتيناه الحكم صبيا . وحنانا من لدنا وزكاة وكان تقيا . وبرا بوالديه ولم يكن جبارا عصيا . وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا ){[2197]} .

{ إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين } جائز أن يكون الضمير عائدا على جملة من سبق ذكرهم من الأنبياء في تلك السورة : إبراهيم ولوط ونوح وداود وسليمان وأيوب ويونس وزكريا ويحيى ، وجاز أن يكون على أقرب مذكور ، زكريا ويحيى ، وأم يحيى ؛ وأثنى الله تعالى عليهم بمسارعتهم إلى الإيمان والعبادة والعمل الصالح ، وعطف على ذلك الدعاء رجاء رحمته وخشية غضبه لأهمية الدعاء ، إذ هو مخ العبادة ؛ { وكانوا لنا خاشعين } كانوا خاضعين لجلال ربهم مخبتين منقادين ، متضرعين .


[2196]:سورة آل عمران. الآيات: 39، 40، 41.
[2197]:سورة مريم. من الآية12، والآيات13، 14، 15.