فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{وَلَوۡلَا فَضۡلُ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ وَرَحۡمَتُهُۥ وَأَنَّ ٱللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ} (10)

{ ولولا فضل الله عليكم ورحمته } : جواب لولا محذوف ، وتقديره : لأحرجكم أو لفضحكم أو نحو ذلك .

[ ولولا فضل الله عليكم أيها الناس ورحمته بكم وأنه عواد على خلقه بلطفه وطوله ، حكيم في تدبيره إياهم وسياسته لهم لعاجلكم بالعقوبة على معاصيكم ، وفضح أهل الذنوب منكم بذنوبهم ، ولكنه ستر عليكم ذنوبكم وترك فضيحتكم بها عاجلا رحمة منه بكم وتفضلا عليكم ، فاشكروا نعمه ، وانتهوا عن التقدم عما عنه نهاكم من معاصيه ؛ وترك الجواب في ذلك اكتفاء بمعرفة السامع المراد منه ]{[1]} .

{ ولولا فضل الله عليكم ورحمته } أي فيما بين من هذه الأحكام وفيما أمهل وأبقى ومكن من التوبة ، وجواب لولا محذوف ، أي لهلكتم أو فضحتم ، أو لكان ما كان من أنواع المفاسد وإنما حسن حذفه ليذهب الوهم كل مذهب فيكون أبلغ في البيان ، فرب مسكوت عنه أبلغ من منطوق به {[2]}


[1]:- سورة يونس، الآية 24.
[2]:- ما بين العارضتين من روح المعاني.