السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَلَوۡلَا فَضۡلُ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ وَرَحۡمَتُهُۥ وَأَنَّ ٱللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ} (10)

ولما حرّم سبحانه وتعالى بهذه الجمل الأعراض والأنساب فصان بذلك الدين والأموال ، علم أن التقدير فلولا أنه سبحانه خير الغافرين وخير الراحمين لما فعل بكم ذلك ولا فضح المذنبين وأظهر سرائر المستخفين ، ففسد النظام فعطف على هذا الذي علم تقديره قوله تعالى : { ولولا فضل الله } أي : بما له من الكرم والاتصاف بصفات الكمال { عليكم ورحمته } أي : بكم بالستر في ذلك { وإن الله } أي : الذي أحاط بكل شيء قدرة وعلماً { تواب } بقبوله التوبة في ذلك وغير ذلك { حكيم } يحكم الأمور فيمنعها من الفساد بما يعلم من عواقب الأمور لفضح كل عاصٍ ، ولم يوجب أربعة شهداء ستراً لكم .