فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَلَوۡلَا فَضۡلُ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ وَرَحۡمَتُهُۥ وَأَنَّ ٱللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ} (10)

{ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ } فيه التفات عن الغيبة ، والخطاب لكل من الفريقين أي القاذفين والمقذوفات ، في الكلام تغليب صيغة الذكور على صيغة الإناث ؛ حيث لم يقل عليكم وعليكن { وَرَحْمَتُهُ } لنال الكاذب منهما عذاب عظيم قاله الزجاج أو لعاجلكم بالعقوبة ، ولكنه ستر عليكم ودفع عنكم الحد باللعان أو لفضحكم ، فجواب { لو } محذوف ، ثم بين سبحانه كثير توبته على من تاب ، وعظيم حكمته البالغة فقال :

{ وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ } أي يعود على من تاب إليه ورجع عن معاصيه بالتوبة عليه والمغفرة له في ذلك وغيره { حَكِيمٌ } فيما شرع لعباده من اللعان ، وفرض عليهم من الحدود .