فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{إِنِّي لَكُمۡ رَسُولٌ أَمِينٞ} (178)

وكانوا ممن بعث إليهم شعيب عليه السلام- وكان أجنبيا منهم ، ولذلك قيل : { إذ قال لهم شعيب ألا تتقون } ولم يقل : أخوهم ، وقيل{ الأيكة } الشجر الملتف ، وكان شجرهم الدوم ، وهو المقل ، وعلى القولين{ أصحاب الأيكة } غير أهل مدين . . -{[2774]} ، ومع أنهم لم يكذبوا إلا شعيبا ، لكن جعل تكذيبهم لرسول من رسل الله كأنه تكذيب لكافة المرسلين .

نقل القرطبي عن عبد الله بن وهب عن جرير بن حازم عن قتادة قال : أرسل شعيب عليه السلام إلى أمتين : إلى قومه أهل مدين ، وإلى أصحاب الأيكة ، . . ثم قال : وقال الخليل : { الأيكة } غيضة : تنبت السدر والأراك ونحوهما من ناعم الشجر . . . ثم قال : ولم يقل : أخوهم شعيب ، لأنه لم يكن أخا لأصحاب الأيكة في النسب ، فلما ذكر مدين قال : ) . . أخاهم شعيبا . . )لأنه كان منهم . . قال ابن زيد : أرسل الله شعيبا رسولا إلى قومه أهل مدين ، وإلى أهل البادية وهم أصحاب الأيكة ، وقاله قتادة : . . وإنما كان جواب هؤلاء الرسل واحدا على صيغة واحدة ، لأنهم متفقون على الأمر بالتقوى ، والطاعة والإخلاص في العبادة ، والامتناع من أخذ الأجر على تبليغ الرسالة . اه .


[2774]:ما بين العارضتين مما أورد الألوسي.