فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{أَتَأۡتُونَ ٱلذُّكۡرَانَ مِنَ ٱلۡعَٰلَمِينَ} (165)

{ أتأتون } أتنكحون ؟

{ الذكران } جمع ذكر .

{ وتذرون } وتتركون .

{ عادون }متعدون متجاوزون الحدود .

{ أتأتون الذكران من العالمين } يقول صاحب تفسير القرآن العظيم : وكان الله تعالى قد بعثه إلى أمة عظيمة في حياة إبراهيم عليهما السلام ، وكانوا يسكنون سدوم وأعمالها التي أهلكهم الله بها وجعل مكانها بحيرة منتنة خبيثة ، وهي مشهورة ببلاد الغور ، متاخمة لجبال البيت المقدس بينها وبين بلاد الكرك والشوبك . . اه . حضهم نبيهم على عبادة الله وتوحيده ، وطاعته واتباع ملته ، والتصديق بما اؤتمن عليه لوط من كلمات الله تعالى ورسالته ، فاحذروا أن تشركوا بالله شيئا ، أو تخالفوا عن أمره ، واستجيبوا لي فيما أبلغكم عن ربي ، وأنكر عليهم رسولهم إليهم ما ابتدعوا من فاحشة- فالاستفهام إنكاري- ولم يسبقهم أحد في إتيان الرجال ، وغشيان الذكور ونكاحهم ، وقضاء الشهوة البهيمية في أدبار الرجال دون أقبال الأزواج وفروجهن ، زين لهم سوء عملهم فأتوا الذكور من الأناسي ، وقطعوا السبيل ، وترصدوا لمن يمر على الطريق ، وارتكبوا في نواديهم المنكر والفحش الخبيث ، وتجاوزوا ما أحل الله لهم من الفروج إلى ما حرم عليهم منها ، فكانوا بذلك باغين عادين متجاوزين حدود الله ، مقيمين على هذا التعدي والفجور ، مستعلنين بذلك غير مستخفين