فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوۡمِهِۦٓ إِلَّآ أَن قَالُواْ ٱقۡتُلُوهُ أَوۡ حَرِّقُوهُ فَأَنجَىٰهُ ٱللَّهُ مِنَ ٱلنَّارِۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ لِّقَوۡمٖ يُؤۡمِنُونَ} (24)

{ فما كان جواب قومه إلا أن قالوا اقتلوه أو حرقوه فأنجاه الله من النار إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون24 }

فلم يرد قوم إبراهيم على قوله لهم : { اعبدوا الله واتقوه } وهدايتهم إلى ما فيه الخير ودلالتهم عليه- لم يكن ردهم إلا بأن تواثقوا فيما بينهم أن يقتلوا إبراهيم عليه السلام ويحرقوه ، وهكذا بدلا من الإذعان للحق ، والاستجابة إلى نداء الخير تواصوا بإحراقه : )قالوا ابنوا له بنيانا فألقوه في الجحيم( {[3196]} ، وبنوا موقدا ، وجمعوا حطبا ، وأججوا نارا ، وقذفوا به فيها ، فأمرها الله الذي لا يرد أمره أن تكون عليه بردا وسلاما ، فأنجاه الله من حرها وشرها ، إن في خيبة أمل الباغين ، وحسن عاقبة المتقين ، لعلامات على اقتدار القوي المتين ، تزيد في يقين المصدقين .


[3196]:سورة الصافات. الآية 97.