فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{وَإِذۡ أَخَذَ ٱللَّهُ مِيثَٰقَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ لَتُبَيِّنُنَّهُۥ لِلنَّاسِ وَلَا تَكۡتُمُونَهُۥ فَنَبَذُوهُ وَرَآءَ ظُهُورِهِمۡ وَٱشۡتَرَوۡاْ بِهِۦ ثَمَنٗا قَلِيلٗاۖ فَبِئۡسَ مَا يَشۡتَرُونَ} (187)

{ وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه } قال الحسن وقتادة ومحمد بن كعب : إن الآية عامة لكل عالم فالذين أوتوا الكتاب على هذا كل ما آتاه الله علم شيء من الكتاب أي كتاب كان ، ويشهد لذلك قول أبي هريرة : لولا ما آخذ الله على أهل الكتاب ما حدثتكم بشيء ؛ ثم تلا هذه الآية ؛ لتظهرن للناس أمانات الكتاب الذي علمتم ولا تخفوا منه شيئا ، قال قتادة : هذا ميثاق أخذه الله على أهل العلم فمن علم شيئا فليعلمه وإياكم وكتمان العلم فإن كتمان العلم هلكة ، ولا يتكلفن رجل ما له علم به فيخرج من دين الله فيكون من المتكلفين ، كان يقال : مثل علم لا يقال به كمثل كنز لا ينفق منه ومثل حكمة لا تخرج كمثل صنم قائم لا يأكل ولا يشرب ، وكان يقال : طوبى لعالم ناطق ، وطوبى لمستمع واع ، هذا رجل علم علما فعلمه وبذله ودعا إليه ، ورجل سمع خيرا فحفظه ووعاه وانتفع به .

{ فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون } طرحوا العمل بما جاءهم من العلم وألقوه وراء ظهورهم حتى لا يذكر أبدا ، وأخذوا مقابل كتمانهم الحق وتركهم العمل بما يهدي إلى الرشد- أخذوا به متاعا من حطام الدنيا فبئس شيئا يشترونه ذلك الثمن .