فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{فَإِن تَوَلَّوۡاْ فَإِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمُۢ بِٱلۡمُفۡسِدِينَ} (63)

{ تولوا } أعرضوا أو تتولوا وتعرضوا .

{ فإن تولوا } عما وصفت من التوحيد وأن إله الخلق يجب أن يكون قادرا على المقدورات عالما بجميع المعلومات{[1009]} فاعلم أن إعراضهم ليس إلا على سبيل العناد فاقطع كلامك معهم وفوض أمرهم إلى الله { فإن الله عليم بالمفسدين } لأنه عالم بحال المفسدين في الدنيا وبنياتهم وأغراضهم الفاسدة فيجازيهم بأعمالهم الخبيثة ، ثم إنه صلى الله عليه وسلم لما أورد على نصراني نجران من الدلائل ما انقطعوا معه ثم دعاهم على المباهلة فانخذلوا ورضوا بالصغار وقبلوا الجزية أمره الله تعالى بنمط آخر من الكلام مبني على الإنصاف يشهد به كل طبع مستقيم وعقل سليم فقال { قل يا أهل الكتاب } .


[1009]:من سورة الجاثية من الآية 23.