فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ ٱلۡقَصَصُ ٱلۡحَقُّۚ وَمَا مِنۡ إِلَٰهٍ إِلَّا ٱللَّهُۚ وَإِنَّ ٱللَّهَ لَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ} (62)

{ القصص } الحديث الذي يورد خبرا بعد خبر ويتتبع المعاني .

{ العزيز } الغالب غلبة تامة والقادر قدرة كاملة والذي لا نظير له .

{ الحكيم } المتقن لكل شيء صنعا .

{ إن هذا لهو القصص الحق } إذ الذي قصصناه عليك لهو الحق دون سواه أو إن هذا القرآن لهو الذي نتابع فيه ذكر الحق ، ونوالي فيه إنباءك بما هو صدق ويقين . { وما من إله إلا الله } وليس من إله يستحق العبادة إلا الله ذو الجلال والإكرام وفيه رد على الثنوية القائلين زورا بإلهين اثنين وقد أبطل القرآن زعمهم بالقول الحكيم { وقال الله لا تتخذوا إلهين اثنين إنما هو إله واحد . . }{[1005]} ، وفيه كذلك رد على القائلين بالتثليت الذين نعى القرآن عليهم بقوله : { لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة وما من إله إلا إله واحد . . }{[1006]} وكذا في الآية الكريمة { يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه فآمنوا بالله ورسله ولا تقولوا ثلاثة انتهوا خيرا لكم إنما الله إله واحد سبحانه أن يكون له ولد . . }{[1007]} .

{ وإن الله لهو العزيز الحكيم } – أي الغالب غلبة تامة أو القادر قدرة كذلك أو الذي لا نظير له ؛ { الحكيم } المتقن فيما صنع أو المحيط بالمعلومات {[1008]} [ وفيه جواب عن شبهة النصارى أن عيسى يقدر على الإحياء ويخبر عن الغيوب فإن هذا القدر من القدرة والعلم لا يكفي في الإلهية بل يجب أن يكون الإله غالبا لا يدفع ولا يمنع وهم يقولون إنه قد قتل ولم يقدر على الدفع ويلزم أن يكون عالما بكل المعلومات وبالعواقب الأمور وعيسى لم يكن كذلك .


[1005]:من سورة النحل من الآية 51.
[1006]:من سورة المائدة من الآية 73.
[1007]:من سورة النساء من الآية 171.
[1008]:من روح المعاني.