فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{يَـٰٓأَهۡلَ ٱلۡكِتَٰبِ لِمَ تَكۡفُرُونَ بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِ وَأَنتُمۡ تَشۡهَدُونَ} (70)

{ يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله وأنتم تشهدون } عن قتادة تشهدون أن نعت محمد صلى الله عليه سلم في كتابكم ثم تكفرون به وتنكرونه ولا تؤمنون به وأنتم تجدونه مكتوبا عندكم في التوراة والإنجيل النبي الأمي الذي يؤمن بالله تعالى وكلماته ، وعن ابن جريج { وأنتم تشهدون } أن الدين عند الله الإسلام ومعنى الكفر بالتوراة والإنجيل إما بالكفر بما يدلان عليه فيكون قد أطلق اسم الدليل على المدلول أو الكفر بنفس التوراة والإنجيل لأنهم كانوا يحرفونهما وينكرون تلك الآيات الدالة على نبوة محمد صلى الله عليه وسلم ، ومعنى { وأنتم تشهدون } : أنهم عند حضور المسلمين وعند حضور عوامهم كانوا ينكرون اشتمال التوراة والإنجيل على نعت محمد صلى الله عليه وسلم ، وإذا خلا بعضهم إلى بعض شهدوا بصحتها وعلى هذا فيكون في الآية إخبار عن الغيب فيكون معجزا . وقيل آيات الله وهي القرآن وشهادتهم أنهم يعرفون في قلوبهم أنه حق وقيل آيات الله : جملة المعجزات التي ظهرت على يد النبي صلى الله عليه وسلم ، فمعنى تشهدون أنكم تعترفون بدلالة المعجزة على صدق المدعي ثم لما وبخهم على الغواية أردف التوبيخ بالإغواء وهو إما بإلقاء الشبهات في الدين وهو معنى لبسهم الحق بالباطل وإما بإخفاء الدلائل وهو كتمانهم الحق-{[1029]} .


[1029]:من تفسير غرائب القرآن.