فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{هَـٰٓأَنتُمۡ هَـٰٓؤُلَآءِ حَٰجَجۡتُمۡ فِيمَا لَكُم بِهِۦ عِلۡمٞ فَلِمَ تُحَآجُّونَ فِيمَا لَيۡسَ لَكُم بِهِۦ عِلۡمٞۚ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ وَأَنتُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ} (66)

{ ها أنتم هؤلاء حاججتم فيما لكم به علم فلم تحاجون فيما ليس لكم به علم } أطلتم الجدال والمخاصمة ولا يتكلم موسى وعيسى عليهما السلام وقد تعلمون شيئا من اتباع آبائكم لملتيهما فلم تجادلون وتنازعون في أمر إبراهيم ولا علم لأحد بأنه كان على أي من ملتكما ؟ [ وفي الآية دليل على منع الجدال بالباطل بل ورد الترغيب في ترك الجدال من الحق كما في الحديث ( من ترك المراء ولو محقا فأنا ضمينه على الله ببيت في ربض الجنة ) وقد ورد تسويغ الجدال بالتي هي أحسن . . ) {[1014]} ( ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن ){[1015]} ونحو ذلك فينبغي أن يقصر جوازه على المواطن التي تكون المصلحة في فعله أكثر من المفسدة أو على المواطن التي تكون المجادلة فيها بالمحاسنة لا بالمخاشنة ]{[1016]} .

{ والله يعلم وأنتم لا تعلمون } علمه سبحانه محيط وعلم العباد ليس إلا يسير على جانب ما جهلوه فالحق ما جاءنا عن العليم الخبير .


[1014]:سورة النحل من الآية 125.
[1015]:من سورة العنكبوت من الآية 46.
[1016]:مما أورد النيسابوري.