فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{وَدَّت طَّآئِفَةٞ مِّنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ لَوۡ يُضِلُّونَكُمۡ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّآ أَنفُسَهُمۡ وَمَا يَشۡعُرُونَ} (69)

{ ودت طائفة من أهل الكتاب لو يضلونكم } يحب فريق من اليهود والنصارى خبالكم معاشر المسلمين ولا يكفون عن السعي لإغوائكم ويجتهدون في إضلالكم بالكيد والصد وبما يقدرون عليه من تلبيس وحرب ، كما جاء في محكم التنزيل { ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا . . } {[1022]} وقد يراد بالإضلال الإهلاك كما في قول الحق سبحانه { وقالوا أئذا ضللنا في الأرض أئنا لفي خلق جديد . . }{[1023]} ؛ فالضالون المكذبون يريدون إضلال المهتدين وبهذا أنبأنا الخلاق العليم { ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء }{[1024]} وهكذا كان الأشقياء من الغابرين { وقال الذين كفروا لرسلهم لنخرجنكم من أرضنا أو لتعودن في ملتنا . . }{[1025]} ، ويتابعهم الغواة إلى يوم الدين { لا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا . . }{[1026]} والكفر ملة واحدة { ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين أن ينزل عليكم من خير من ربكم . . } {[1027]} .

{ وما يضلون إلا أنفسهم وما يشعرون } – نفي وإيجاب ؛ وما يشعرون أي وما يفطنون أنهم لا يصلون إلى إضلال المؤمنين وقيل . . لا يعلمون بصحة الإسلام وواجب عليهم أن يعلموا لأن البراهين ظاهرة والحجج باهرة والله أعلم{[1028]} .


[1022]:من سورة البقرة من الآية 109.
[1023]:من سورة السجدة من الآية 10.
[1024]:من سورة النساء من الآية 89.
[1025]:من سورة إبراهيم من الآية 13.
[1026]:من سورة البقرة من الآية 217.
[1027]:من سورة البقرة من الآية 105.
[1028]:من الجامع لأحكام القرآن.