فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{وَدَاعِيًا إِلَى ٱللَّهِ بِإِذۡنِهِۦ وَسِرَاجٗا مُّنِيرٗا} (46)

{ وداعيا إلى الله بإذنه } تدعوا إلى اليقين في الله سبحانه ، والتصديق الراسخ بجلاله ، وكل ما يجب الإيمان به ، والاستجابة له ، والاستقامة على منهاجه ، بتسهيله وتيسيره ، [ وقيدت الدعوة بذلك إيذانا بأنها أمر صعب المنال ، وخطب في غاية الإعضال ، لا يتأتى إلا بإمداد من جناب قدسه ، كيف لا ! وهو صرف الوجوه عن القبل المعبودة ، وإدخال الأعناق في قلادة غير معهودة ]{[3652]} ، { وسراجا منبرا } كالمصباح للقاطنين ، والشمس للعالمين ، يستضيء بها من يتلمس طريق السلامة والهداية ، - هنا استعارة للنور الذي يتضمنه شرعه ، وقيل : { وسراجا } أي هاديا من ظلم الضلالة ، وأنت كالمصباح المضيء ، ووصفه بالإنارة لأن من السرج ما لا يضيء إذا قل سليطه{[3653]} ورقت فتيلته ، وفي كلام بعضهم ، ثلاثة تضني : رسول بطيء ، وسراج لا يضيء ، ومائدة ينتظر لها من يجيء ، . . . وقال الزجاج : { وسراجا } أي وسراج منير ، أي كتاب منير ، وأجاز أيضا أن يكون بمعنى : وتاليا كتاب الله .


[3652]:ما بين العلامتين [ ] أورده الألوسي.
[3653]:السليط: الزيت.