فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{وَٱلصَّـٰٓفَّـٰتِ صَفّٗا} (1)

مقدمة السورة:

مكية

وآياتها اثنتان وثمانون ومائة

كلماتها : 860 ، حروفها : 3826 .

{ الصافات } القائمات صفوفا مستوية .

بسم الله الرحمن الرحيم

{ والصافات صفا( 1 )فالزاجرات زجرا( 2 )فالتاليات ذكرا( 3 )إن إلهكم لواحد( 4 )رب السماوات والأرض وما بينهما ورب المشارق( 5 ) } .

{ والصافات } الواو للقسم{[3885]} ، والصف : ترتيب جماعة على خط ، والجمهور من مفسري السلف-ابن عباس ، وابن مسعود ، وعكرمة ، وسعيد ابن جبير ، ومجاهد ، وقتادة وغيرهم-على أن المراد الملائكة{[3886]} عليهم السلام ، ينظمون أنفسهم في سلك الصفوف ، كل في مقامه ورتبته وقربه ، كما يشير إليه قول الحق سبحانه : { وما منا إلا له مقام معلوم . وإنا لنحن الصافون . وإنا لنحن المسبحون } ؛ ويصفون أنفسهم في الصلاة والعبادة ، كما شهد بذلك الحديث الصحيح ، روى الإمام مسلم-رحمه الله- في صحيحه عن جابر بن سمرة قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في المسجد فقال : ( ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربها ؟ )فقلنا : يا رسول الله ! كيف تصف الملائكة عند ربها ؟ قال : ( يتمون الصفوف الأول ، ويتراصون في الصف ) ، { صفا( 1 ) } مصدر مؤكد .


[3885]:أورد القرطبي في الجامع لأحكام القرآن: الواو بدل من الباء، والمعنى: برب الصافات، و{الزاجرات} عطف عليه.
[3886]:مما نقل الألوسي: وأبى أبو مسلم ذلك وقال: لا يجوز حمل هذا اللفظ وما بعده على الملائكة.لأن اللفظ مشعر بالتأنيث، والملائكة مبرؤون من هذه الصفة، وفيه أن هذا في معنى جمع الجمع، فهو جمع صافة أي طائفة أو جماعة صافة، ويجوز أن يكون تأنيث المفرد باعتبار أنه ذات ونفس، والتأنيث المعنوي هو الذي لا يحسن أن يطلق عليهم، وأما اللفظي فلا مانع منه، كيف وهم المسمون بالملائكة؟!والوصف المذكور منزل منزلة اللازم.