فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَا تَعۡتَذِرُواْ ٱلۡيَوۡمَۖ إِنَّمَا تُجۡزَوۡنَ مَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ} (7)

{ يا أيها الذين كفروا لا تعتذروا اليوم إنما تجزون ما كنتم تعملون ( 7 ) }

وتشتد حسرات المعذبين حين يختم على أفواهم فلا ينطقون ، ولا يؤذن لهم فيعتذرون ، فإذا أذن لهم في وقت وقالوا ما حكاه عنهم القرآن : { ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون }{[7266]} ترد عليهم الملائكة : { اصلوها فاصبروا أولا تصبروا سواء عليكم إنما تجزون ما كنتم تعملون . . . }{[7267]} فليس بعد العمر من مستعتب { . . أو لم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير فذوقوا فما للظالمين من نصير }{[7268]} .

كانت الدنيا دار عمل وامتحان وابتلاء ، وهذه الآخرة دار الثواب والجزاء ؛ وما ظلمكم ربكم ولكن كنتم أنفسكم تظلمون فمن الآن تحصدون ما زرعتم وتجنون ثمرة ما قدمتم ، وكأن هذه الآية من جملة قول الملائكة لمن في النار .


[7266]:- سورة المؤمنون. الآية 107.
[7267]:- سورة الطور الآية 16.
[7268]:- سورة فاطر. من الآية 37.