فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{أَوۡ تَقُولُوٓاْ إِنَّمَآ أَشۡرَكَ ءَابَآؤُنَا مِن قَبۡلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةٗ مِّنۢ بَعۡدِهِمۡۖ أَفَتُهۡلِكُنَا بِمَا فَعَلَ ٱلۡمُبۡطِلُونَ} (173)

{ أو } كراهة { أَن تَقُولُواْ إِنَّمَا أَشْرَكَ ءابَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذرية من بعدهم } فاقتدينا بهم ، لأن نصب الأدلة على التوحيد وما نبهوا عليه قائم معهم ، فلا عذر لهم في الإعراض عنه والإقبال على التقليد والاقتداء بالآباء . كما لا عذر لآبائهم في الشرك - وأدلة التوحيد منصوبة لهم - فإن قلت : بنو آدم وذرّياتهم من هم ؟ قلت : عنى ببني آدم : أسلاف اليهود الذين أشركوا بالله ، حيث قالوا : عزير ابن الله . وبذرياتهم : الذين كانوا في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من أخلافهم المقتدين بآبائهم . والدليل على أنها من المشركين وأولادهم : قوله : { أَوْ تَقُولُواْ إِنَّمَا أَشْرَكَ ءابَاؤُنَا مِن قَبْلُ } والدليل على أنها في اليهود : الآيات التي عطفت عليها هي ، والتي عطفت عليها وهي على نمطها وأسلوبها ، وذلك قوله : { وَاسْأَلْهُمْ عَنِ القرية } [ الأعراف : 163 ] ، { وإِذْ قَالَتِ أُمَّةٌ مّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ } [ الأعراف : 164 ] ، { وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ } [ الأعراف : 167 ] ، { وَإِذ نَتَقْنَا الجبل فَوْقَهُمْ } [ الأعراف : 171 ] . { واتل عَلَيْهِمْ نَبَأَ الذي ءاتيناه ءاياتنا } [ الأعراف : 175 ] . { أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ المبطلون } أي كانوا السبب في شركنا ؛ لتأسيسهم الشرك ، وتقدّمهم فيه ، وتركه سنة لنا .