{ أو تقولوا } لئلا تقولوا : { إنما أشرك آباؤنا } ونقضوا الميثاق ، { من قبل } شركنا ، ولئلا تقولوا : { وكنا ذرية من بعدهم } ، فاقتدينا بهم وبهداهم ، لئلا تقولوا : { أفتهلكنا بما فعل المبطلون } ، يعني أفتعذبنا بما فعل المبطلون ، يعني المكذبين بالتوحيد ، يعنون آباءهم ، كقوله : { إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون } ( الزخرف : 23 ) .
ثم أفاضهم إفاضة القدح ، فقال للبيض : هؤلاء في الجنة برحمتي ، فهم أصحاب اليمين ، وأصحاب الميمنة ، وقال للسود : هؤلاء للنار ، ولا أبالي ، فهم أصحاب الشمال ، وأصحاب المشأمة ، ثم أعادهم جميعا في صلب آدم ، عليه السلام ، فأهل القبور محبسون حتى يخرج الله أهل الميثاق كلهم من أصلاب الرجال وأرحام النساء ، ثم تقوم الساعة ، فذلك قوله : { لقد أحصاهم } يوم القيامة { وعدهم عدا } ( مريم : 94 ) ، فمن مات منهم صغيرا ، فله الجنة بمعرفته بربه ، ومن بلغ منهم العقل أخذ أيضا ميثاقه بمعرفته لربه ، والطاعة له ، فمن لم يؤمن إذا بلغ العقل لم يغن عنه الميثاق الأول شيئا ، وكان العهد والميثاق الأول حجة عليهم ، وقال فيمن نقض العهد الأول : { وما وجدنا لأكثرهم من عهد } ، يعني من وفاء ، يعني أكثر ولد آدم ، عليه السلام ، { وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين } ( الأعراف : 102 ) ، يعني لعاصين .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.