وقال ( الله ){[26004]} عز وجل : { أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل }[ 173 ] ، فخرج منها كل من له آباء مشركون{[26005]} .
وقال أبي بن كعب : جمعهم جميعا ، فجعلهم أزواجا ، ثم صورهم ، ثم استنطقهم ، فقال : { ألست بربكم قالوا بلى } ؛ إنك ربنا وإلهنا ، لا رب لنا غيرك ، ثم أخبرهم بما ينزل عليهم من كتاب وما يرسل إليهم من الرسل ، وأمرهم أن يؤمنوا بذلك{[26006]} .
ومن قرأ ب : " الياء " {[26007]} في : { [ أن ] تقولوا }{[26008]}[ 172 ] .
{ أو تقولوا{[26009]} }[ 173 ] ، رده على : { ظهورهم } و : { ذرياتهم } و{ وأشهدهم }[ 172 ] ، وبعدها ، { ولعلهم يرجعون }[ 174 ] . فلما جرى الكلام قبل وبعد على لفظ الغيبة ، أجرى وسطه على ذلك{[26010]} .
ومعنى الكلام : أنهم لما أقروا ، قال الله عز وجل{[26011]} ، للملائكة : " اشهدوا " ، قالت الملائكة : { شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل وكنا من بعدهم }[ 172 ، 173 ] .
ومن قرأ ب : " التاء " {[26012]} رده على المخاطبة في قوله : { ألست بربكم } ، وهي أقرب من لفظ الغيبة إلى : { تقولوا }{[26013]} .
قال أبي بن كعب : ولما أخرج الله ( عز وجل{[26014]} ) ، الذرية ، كانت الأنبياء ، ( صلوات الله عليهم{[26015]} ) ، فهم{[26016]} مثل السُّرُج ، عليهم النور ، فخصوا بميثاق آخر : الرسالة والنبوة ، قال تعالى : { وإذ أخذنا من النبيئين ميثاقهم ومنك ومن نوح{[26017]} } ، الآية . فكان{[26018]} في علمه من يكذب الأنبياء ومن يصدق . قال : وكان روح عيسى ابن مريم ، ( عليه السلام{[26019]} ) ، في تلك الأرواح التي أخذ عليها العهد ، فأرسل الله{[26020]} ، ( عز وجل{[26021]} ) ، إلى مريم حين انتبذت من أهلها مكانا شرقيا . قال الله جل وعز{[26022]} . { فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا{[26023]} } قال : فحملت الذي خاطبها ، وهو روح عيسى{[26024]} ( عليه السلام{[26025]} ) .
قال ابن جبير : فكانوا يُرون{[26026]} أن القلم يومئذ جف بما هو كائن{[26027]} .
ومعنى : { شهدنا أن تقولوا }{[26028]} ، عند السدي : أنه خبر من الله ، ( عز وجل ){[26029]} ، عن نفسه ( تعالى ){[26030]} ، وملائكته بالشهادة على بني آدم كيلا { تقولوا{[26031]} يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين{[26032]} } والوقف على هذا القول { بلى }{[26033]}[ 172 ] .
وقال ابن عباس : المعنى ، إن بعضهم شهد على بعض{[26034]} .
فالمعنى : { قالوا بلى } شهد بعضنا على بعض كيلا { تقولوا{[26035]} يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين } ، أي : كل بعض يقول : شهدنا على البعض الباقي{[26036]} ، كيلا يقولوا{[26037]} : كذا .
{ أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل }[ 173 ] : واتبعناهم ، { أفتهلكنا }[ 173 ] بإشراك{[26038]} آبائنا واتباعنا{[26039]} مناهجهم{[26040]} على جهل منا{[26041]} ؟
فالوقف على قول ابن عباس : { المبطلون }[ 173 ]{[26042]} .
و{ بلى } وقف عند نافع ، والأخفش ، وأبي حاتم ، وغيرهم{[26043]} . وهذا يدل على أن الشهادة كانت من الله ( عز وجل{[26044]} ) ، وملائكته على المقرين . وهو قول مجاهد ، والضحاك ، والسدي{[26045]} . وهذا حسن على قراءة [ من قرأ{[26046]} ] ب : " التاء " {[26047]} ، فيكون { شهدنا } ، ليس من كلام الذين قالوا : { بلى }{[26048]} .
ومن قرأ ب " الياء " {[26049]} فأكثر أهل العربية يقولون : [ { أن تقولوا } متعلقة ب : { وأشهدهم }{[26050]} ، والمعنى : وأشهدهم على أنفسهم كراهة ]{[26051]} { وأن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا/غافلين } ، فالتمام ( على هذا ){[26052]} : { المبطلون } .
وقال ابن الأنباري{[26053]} والسجستاني { بلى شهدنا } ، التمام{[26054]} ، وهو غلط ؛ لأن { أن } متعلقة ب : { أشهدهم } أو ب : { شهدنا } على قراءة من قرأ ب : " الياء " {[26055]} .
فأما على تفسير ابن عباس : أن{[26056]} المعنى : [ و ]{[26057]} شهد بعضهم على بعض ، فالتمام : { المبطلون }{[26058]} لأن { شهدنا } ، من قول الذين قالوا : { بلى } .
ومعنى : { أفتهلكنا } ، أي : لست تفعل ذلك{[26059]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.