الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{أَوۡ تَقُولُوٓاْ إِنَّمَآ أَشۡرَكَ ءَابَآؤُنَا مِن قَبۡلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةٗ مِّنۢ بَعۡدِهِمۡۖ أَفَتُهۡلِكُنَا بِمَا فَعَلَ ٱلۡمُبۡطِلُونَ} (173)

قوله سبحانه : { أَن تَقُولُواْ يَوْمَ القيامة إِنَّا كُنَّا عَنْ هذا غافلين . . . } المعنى : لِئَلاَّ تقولُوا ، أَوْ مخافَةَ أنْ تقولوا ، والمعنى في هذه الآية : أنَّ الكَفَرَة لو لم يؤخذ عليهم عَهْدٌ ، ولا جاءَهُمْ رسولٌ مذكِّر بما تضمَّنه العَهْد من توحيد اللَّه وعبادته ، لكانَتْ لهم حُجَّتَان :

إحداهما : أنّ يقُولُوا كُنَّا عن هذا غافلين .

والأخرى : كنا تباعاً لأسلافنا ، فكَيْفَ نَهْلِكُ ، والذنْبُ إنما هو لِمَنْ طَرَّق لنا وأضلَّنا ، فوقَعَ شهادَةُ بعضهم على بعضُ ، وشهادةُ الملائكة عَلَيْهمِ ، لتنقطع لهم هذه الحجةُ .